ختم الله سبحانه هذه السورة بذكر الموالاة ليعلم كل فريق وليه الذي يستعين به ، وسمى سبحانه المهاجرين إلى المدينة بهذا الاسم ، لأنهم هجروا أوطانهم وفارقوها طلباً لما عند الله ، وإجابة لداعيه { والذين آوَواْ وَّنَصَرُواْ } هم الأنصار ، والإشارة بقوله : { أولئك } إشارة إلى الموصول الأوّل والآخر ، وهو مبتدأ وخبره الجملة المذكورة بعده ، ويجوز أن يكون { بَعْضُهُمْ } بدلاً من اسم الإشارة ، والخبر { أَوْلِيَاء بَعْضٍ } أي : بعضهم أولياء بعض في النصرة والمعونة ، وقيل المعنى : إن بعضهم أولياء بعض في الميراث . وقد كانوا يتوارثون بالهجرة والنصرة ، ثم نسخ ذلك بقوله سبحانه : { وَأُوْلُواْ الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ } .
قوله : { والذين آمَنُواْ } مبتدأ ، وخبره { مَا لَكُم مّن ولايتهم مّن شَيْء } . قرأ يحيى بن وثاب والأعمش ، وحمزة { من ولايتهم } بكسر الواو . وقرأ الباقون بفتحها ، أي ما لكم من نصرتهم وإعانتهم ، أو من ميراثهم ، ولو كانوا من قراباتكم لعدم وقوع الهجرة منهم { حتى يُهَاجِرُواْ } فيكون لهم ما كان للطائفة الأولى الجامعين بين الإيمان والهجرة { وَإِنِ استنصروكم } أي : هؤلاء الذين آمنوا ولم يهاجروا ، إذا طلبوا منكم النصرة لهم على المشركين { فَعَلَيْكُمُ النصر } أي : فواجب عليكم النصر { إِلا } أن يستنصروكم { على قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مّيثَاقٌ } فلا تنصروهم ولا تنقضوا العهد الذي بينكم وبين أولئك القوم ، حتى تنقضي مدته . قال الزجاج : ويجوز فعليكم النصر بالنصب على الإغراء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.