معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ} (170)

وقوله : { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ . . . }

تَنصب هذه الواو ؛ لأنها ولو عطفٍ أُدخلتْ عليها ألِفُ الاستفهام ، وليست ب ( أو ) التي واوها ساكنة ؛ لأن الألِف مِن أَوْ لا يجوز إسقاطها ، وألف الاستفهام تسقط ؛ فتقول : ولو كان ، أوَ لو كان إذا استفهمت .

وإنما عيَّرهم الله بهذا لِما قالوا { بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آبَاءنا } قال الله تبارك وتعالى : يا محمد قل { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ } فقال " آباؤهم " لغَيبتهم ، ولو كانت " آباؤكم " لجاز ؛ لأن الأمر بالقول يقع مخاطبا ؛ مثل قولك : قل لزيد يَقُم ، وقل له قُمْ . ومثله { أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ } ، { أَوَلَمْ يَسِيرُوا } .

ومَنْ سَكَّن الواو من قوله : { أَوْ آبَاؤُنا الأَوَّلُونَ } في الواقعة وأشباه ذلك في القرآن ، جعلها " أو " التي تُثْبت الواحدَ من الاثنين . وهذه الواو في فتحها بمنزلة قوله { أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ } دخلت ألفُ الاستفهام على " ثُمّ " وكذلك " أفلم يسِيروا " .