الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ} (170)

قوله : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ )( {[5159]} ) [ 169 ] .

إلى قوله : ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [ 172 ] .

الهاء والميم في " لهُمُ " تعودان( {[5160]} ) على " من " في قوله ( مَنْ يَّتَّخِذُ ) . وقيل : تعودان على " الناس " من قوله : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَّتَّخِذُ )( {[5161]} ) . وهو اختيار الطبري( {[5162]} ) .

وذكر ابن عباس أن النبي [ عليه السلام( {[5163]} ) ] دعا نفراً( {[5164]} ) من اليهود إلى الإسلام ، ورغبهم وحذرهم عذاب الله . فقالوا : ( بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا( {[5165]} ) عَلَيْهِ ءَابَاءَنَا ) أي : وجدنا .

فأنزل الله عز وجل في ذلك : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا )( {[5166]} ) الآية( {[5167]} ) .

والمعنى : وإذا قيل لهؤلاء الكفار اتبعوا ما أنزل الله ؛ أي : اتبعوا ما حرم الله عليكم فحرموه وما [ أحل الله ]( {[5168]} ) لكم فحللوه ، ولا تحدثوا تحريم ما أحل الله لكم مثل البحائر والوصايل والسوائب والحوام التي حرمتم من عند أنفسكم ، قالوا : بل نتبع ما ألفينا( {[5169]} ) عليه آباءنا ، فأبوا إلا الكفر واتباع الكفر .

قال الله تعالى : /( أَوَلَوْ كَانَ ءَابَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ) [ 169 ] .

أي : لا يعقلون شيئاً من الدين( {[5170]} ) ، ولا يهتدون إلى شيء من الخير تتبعونهم . فالمعنى : كيف تتركون ما أمركم به الله عز وجل( {[5171]} ) وتتبعون طريق من لا يهتدي للحق( {[5172]} ) ولا يعقل الخير .


[5159]:- سقط لفظ الجلالة "الله" من ع3.
[5160]:- في ع2: تعودون.
[5161]:- انظر: جامع البيان 3/304.
[5162]:- انظر: جامع البيان 3/304.
[5163]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم.
[5164]:- في ع1، نفر. وهو خطأ.
[5165]:- في ق: ألفنا. وهو تحريف.
[5166]:- في ع3: اتبعوا ما أنزل الله.
[5167]:- انظر: جامع البيان 3/306، وتفسير ابن كثير 1/204.
[5168]:- في ع2، ع3: حل.
[5169]:- في ق: ألفنا. وهو تحريف.
[5170]:- في ع2: الذين. وهو تصحيف.
[5171]:- في ع3: الله به.
[5172]:- في ع3: إلى الحق.