فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ} (170)

والضمير في قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } راجع إلى الناس ؛ لأن الكفار منهم ، وهم المقصودون هنا ، وقيل : كفار العرب خاصة ، و { أَلْفَيْنَا } معناه : وجدنا ، والألف في قوله : { أوَ لو كان آباؤهم } للاستفهام ، وفتحت الواو ؛ لأنها واو العطف .

وفي هذه الآية من الذم للمقلدين ، والنداء بجهلهم الفاحش ، واعتقادهم الفاسد ما لا يقادر قدره ، ومثل هذه الآية قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إلى مَا أَنزَلَ الله وَإِلَى الرسول قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا } الآية [ المائدة : 104 ] ، وفي ذلك دليل على قبح التقليد ، والمنع منه ، والبحث في ذلك يطول . وقد أفردتُه بمؤلَّفٍ مستقلّ سميته " القول المفيد في حكم التقليد " واستوفيت الكلام فيه في " أدب الطلب ومنتهى الأرب " .

/خ171