جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ} (170)

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } : لهؤلاء المشركين ، أو طائفة من اليهود {[270]} ، { اتَّبِعُوا {[271]} مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا } : وجدنا ، { عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } ، الواو للعطف أو الحال والهمزة للتوبيخ والتعجيب ، وجواب لو محذوف ، أي : لو كان آبائهم جهلاء لاتبعوهم .


[270]:الأول: قول بعض السلف والثاني: قول ابن عباس/12 منه
[271]:وإنما ذكر تعالى هذه الآية عقيب الزجر عن اتباع خطوات الشيطان، تنبيها على أنه لا فرق بين متابعة وساوس الشيطان وبين متابعة التقليد وفيه أقوى دليل على وجوب النظر والاستدلال وترك التأويل على ما يقع في الخاطر أو على ما يقوله الغير من غير دليل كذا في الكبير وكم من آية بينة وأثر جلي تدل على ذم التقليد والمقلدين وألف الحافظ الواحد المتكلم ابن القيم في ذلك كتاباً ضخيماً سماه "إعلام الموقعين عن رب العالمين"/12