معاني القرآن للفراء - الفراء  
{لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَۖ فَكَفَّـٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖۚ ذَٰلِكَ كَفَّـٰرَةُ أَيۡمَٰنِكُمۡ إِذَا حَلَفۡتُمۡۚ وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (89)

وقوله : { فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ . . . }

في حرف عبد الله " ثلاثة أيام متتابعات " ولو نوّنت في الصيام نصبت الثلاثة ؛ كما قال الله تبارك وتعالى : { أو إِطعامٌ في يومٍ ذِي مَسْغَبةٍ يتيما } نصبت ( يتيما ) بإيقاع الإطعام عليه . ومثله قوله : { أَلَمْ نجعلِ الأرض كِفَاتاً أحياء وأمواتا } ، تكْفِتُهم أحياء وأمواتا . وكذلك قوله { فجزاء مِثلُ ما قتل من النعم } ولو نصبت ( مثل ) كانت صوابا . وهي في قراءة عبد الله " فجزاؤه مثل ما قتل " ، وقرأها بعض أهل المدينة " فجزاء مِثلِ ما قَتَل " ، وكلُّ ذلك صواب .

وأما قوله { ولا نَكْتُم شهادةَ اللّهِ } لو نوّنت في الشهادة ، جاز النصب في إعراب ( اللّه ) على : ولا نكتم اللّهَ شهادةً . وأما من استفهم بالله ، فقال ( اللّهِ ) فإنما يخفض ( اللّهِ ) في الإعراب كما يخفض القسم ، لا على إضافة الشهادة إليه .