معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۖ وَلَلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (32)

وقوله : { وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ . . . }

جعلت الدار ها هنا اسما ، وجُعِلت الآخِرة من صفتها ، وأضيفت في غير هذا الموضع . ومثله مما يضاف إلى مثله في المعنى قوله { إِنّ هذا لهو حَقُّ اليَقِين } والحق هو اليقين ؛ كما أَنّ الدار هي الآخرة . وكذلك أتيتك بارحة الأولى ، والبارحة الأولى . ومنه : يوم الخميس ، وليلة الخميس . يضاف الشيء إلى نفسه إذا اختلف لفظه ؛ كما اختلف الحق واليقين ، والدار [ و ] والآخرة ، واليوم الخميس . فإذا اتفقا لم تقل العرب : هذا حقُّ الحقّ ، ولا يقين اليقين ؛ لأنهم يتوهمون إذا اختلفا في اللفظ أنهما مختلفان في المعنى . ومثله في قراءة عبد الله { وذلك الدِين القَيِّمة } وفي قراءتنا { دِين القَيِّمة } والقَيِّمُ والقَيِّمة بمنزلة قولك : رجل راوية وَهابة للأموال ؛ ووهاب وراو ، وشبهه .