وقوله : { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ } .
معنى فذرني ومن يكذب أي : كِلْهم إِليّ ، وأنت تقول للرجل : لو تركتك ورأيك ما أفلحت ، أي : لو وكلتك إلى رأيك لم تفلح ، وكذلك قوله : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وحِيداً } ، و( من ) في موضع نصب ، فإذا قلت : قد تُرِكتَ ورأيَك ، وخُليت ورأيك نصبت الرأي ؛ لأن المعنى : لو ترِكتَ إلى رأيك ، فتنصب الثاني لحسن هذا المعنى فيه ، ولأنّ الإسم قبله متصل بفعل .
فإذا قالت العرب : لو تركت أنت ورأيُكَ ، رفعوا بقوة : أنت ، إذ ظهرت غير متصلة بالفعل . وكذلك يقولون : لو ترك عبد الله والأسدُ لأكله ، فإِن كنّوا عن عبد الله ، فقالوا : لو ترك والأسدَ أكله ، نصبوا ؛ لأن الإسم لم يظهر ، فإن قالوا : لو ترك هو والأسد ، آثروا الرفع في الأسد ، ويجوز في هذا ما يجوز في هذا إلا أن كلام [ 204/ا ] العرب على ما أنبأتك به إلا قولَهم : قد ترك بعضُ القوم وبعض ، يؤثرون في هذا الإتباعَ ؛ لأن بعضَ وبعضٌ لما اتفقتا في المعنى والتسمية أختير فيهما الإتباع والنصب في الثانية غير ممتنع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.