محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَذَرۡنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ} (44)

ثم تأثر تعالى تخويفهم بعظمة يوم القيامة بترهيبهم بما عنده وفي قدرته من القهر فقال سبحانه :

{ فذرني ومن يكذب بهذا الحديث } أي كله إلي فإني أكفيكه ، وهذا من بليغ الكناية ، كأنه يقول حسبك انتقاما منه أن تكل أمره إلي وتخلي بيني وبينه فإني عالم بما يجب أن يفعل به قادر على ذلك ، { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } أي سنكيدهم بالإمهال وإدامة الصحة وزيادة النعم من حيث لا يعلمون أنه استدراج وسبب لهلاكهم يقال استدرجه إلى كذا أي استنزله إليه درجة فدرجة ، حتى يورطه فيه .