{ فَذَرْنِي وَمَن يُكَذّبُ بهذا الحديث } أي خل بيني وبينه وكل أمره إليّ فأنا أكفيكه . قال الزجاج : معناه لا يشتغل به قلبك ، كِلْهُ إليّ فأنا أكفيك أمره . والفاء لترتيب ما بعدها من الأمر على ما قبلها ، و«من » منصوب بالعطف على ضمير المتكلم ، أو على أنه مفعول معه ، والمراد بهذا الحديث القرآن ، قاله السديّ . وقيل : يوم القيامة ، وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجملة { سَنَسْتَدْرِجُهُم مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } مستأنفة لبيان كيفية التعذيب لهم المستفاد من قوله : { ذَرْنِي وَمَنْ يُكَذّبُ بهذا الحديث } ، والضمير عائد إلى من باعتبار معناها ، والمعنى : سنأخذهم بالعذاب على غفلة ، ونسوقهم إليه درجة فدرجة حتى نوقعهم فيه من حيث لا يعلمون أن ذلك استدراج ، لأنهم يظنونه إنعاماً ، ولا يفكرون في عاقبته وما سيلقون في نهايته . قال سفيان الثوري : يسبغ عليهم النعم وينسيهم الشكر . وقال الحسن : كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه . والاستدراج ترك المعاجلة ، وأصله النقل من حال إلى حال ، ويقال : استدرج فلان فلاناً : أي استخرج ما عنده قليلاً قليلاً ، ويقال : درّجه إلى كذا واستدرجه يعني : أدناه إلى التدريج ، فتدرج هو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.