وقوله : { قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ }
في ( الحق ) النصب والرفع ؛ إن جعلت ( هو ) اسما رفعت الحق بهو . وإن جعلتها عمادا بمنزلة الصلة نصبت الحق . وكذلك فافعل في أخوات كان ، وأظنّ وأخواتها ؛ كما قال الله تبارك وتعالى { ويرى الذِين أوتوا العِلم الذي أنزِل إليك مِن ربك هو الحق } تنصب الحق لأن ( رأيت ) من أخوات ظننت . وكل موضع صلحت فيه يفعل أو فعل مكان الفعل المنصوب ففيه العماد ونصب الفعل . وفيه رفعه بهو على أن تجعلها اسما ، ولا بدّ من الألف واللام إذا وجدت إليهما السبيل . فإذا قلت : وجدت عبد الله هو خيرا منك وشرا منك أو أفضل منك ، ففيما أشبه هذا الفعل النصب والرفع . النصب على أن ينوى الألف واللام ، وإن لم يكن إدخالهما . والرفع على أن تجعل ( هو ) اسما ؛ فتقول : ظننت أخاك هو أصغُر منك وهو أصغرَ منك . وإذا جئت إلى الأسماء الموضوعة مثل عمرو ، ومحمد ، أو المضافة مثل أبيك ، وأخيك رفعتها ، فقلت : أظنّ زيدا هو أخوك ، وأظنّ أخاك هو زيد ، فرفعت ؛ إذا لم تأت بعلامة المردود ، وأتيت بهو التي هي علامة الاسم ، وعلامة المردود أن يرجع كل فعل لم تكن فيه ألف ولام بألف ولام ويرجع على الاسم فيكون ( هو ) عمادا للاسم و( الألف واللام ) عماد للفعل . فلما لم يُقدَر على الألف واللام ولم يصلح أن تُنويا في زيد لأنه فلان ، ولا في الأخ لأنه مضاف ، آثروا الرفع ؛ وصلح في ( أفضل منك ) لأنك تلقى ( من ) فتقول : رأيتك أنت الأفضل ، ولا يصلح ذلك في ( زيد ) ولا في ( الأخ ) أن تنوى فيهما ألفا ولاما . وكان الكسائي يجيز ذلك فيقول : رأيت أخاك هو زيدا ، ورأيت زيدا هو أخاك . وهو جائز كما جاز في ( أفضل ) للنية نية الألف واللام . وكذلك جاز في زيد ، وأخيك . وإذا أمكنتك الألف واللام ثم لم تأت بهما فارفع ؛ فتقول : رأيت زيدا هو قائم ورأيت عمرا هو جالس . وقال الشاعر :
إجِدَّك لن تزال نجِىَّ هَمّ *** تبيت الليل أنت له ضجيع
ويجوز النصب في ( ليت ) بالعماد ، والرفع لمن قال : ليتك قائما . أنشدني الكسائي :
ليت الشباب هو الرجيع على الفتى *** والشيب كان هو البدئُ الأوّل
ونصب في ( ليت ) على العماد ورفع في كان على الاسم . والمعرفة والنكرة في هذا سواء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.