الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ فَأَمۡطِرۡ عَلَيۡنَا حِجَارَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} (32)

وقوله : { وإذ قالوا اللهم }[ 32 ] ، الآية .

معناها : واذكر ، يا محمد ، إذ قالوا ذلك{[27285]} .

والذي قاله عند ابن جبير : هو النضر بن الحارث{[27286]} .

وقال مجاهد : هو النضر بن كلدة{[27287]} ، وأنه قتل بمكة بدليل قوله : { وما كان ( الله ){[27288]} ليعذبهم وأنت فيهم } .

ومعناه{[27289]} أنه قال : اللهم إن كان هذا الذي أتى به محمد هو الحق ، { فأمطر علينا حجارة من السماء أو ايتنا بعذاب أليم }[ 32 ]{[27290]} .

قال عطاء : لقد نزل فيه{[27291]} بضع عشرة آية ، منها : ما ذكرنا{[27292]} ومنها قوله : { وقالوا ربنا عجل لنا قطنا } ، الآية{[27293]} ومنها : { و{[27294]}لقد جئتمونا فرداى } الآية{[27295]} .

ومنها : { سال سائل بعذاب واقع }{[27296]} الآية{[27297]} .

قال أبو عبيدة : كل شيء من العذاب فهو " أمطرت " ، ومن الرحمة " مطرت " {[27298]} .


[27285]:في جامع البيان 13/505: "...واذكر يا محمد، أيضا ما حل بمن قال: {...} إذ مكرت بهم، فأتيتهم بعذاب أليم وكان ذلك العذاب، قتلهم بالسيف يوم بدر".
[27286]:جامع البيان 13/505، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1690، وتفسير ابن كثير 2/304، والدر المنثور 4/55. انظر: أسباب النزول للواحدي 239، وزاد المسير 3/348.
[27287]:التفسير 354، وجامع البيان 13/505، 506، وفتح القدير 2/348، من غير: وأنه قتل بمكة...إلى نهاية الأثر. ولم أجد هذه الزيادة فيما لدي من مصادر. والذي في سيرة ابن هشام 1/710، أن النضر بن الحارث بن كلدة قتله علي بن أبي طالب بـ"الصفراء". وعبارة مكي هاهنا توهم أن النضر بن كلدة هو غير النضر بن الحارث السالف الذكر، وليس الأمر كذلك. انظر: المحرر الوجيز 2/520، وزاد المسير 3/348، وتفسير القرطبي 7/252، وتفسير ابن كثير 2/304.
[27288]:ما بين الهلالين ساقط من الأصل.
[27289]:أي: قول النضر بن الحارث.
[27290]:انظر: جامع البيان 13/506.
[27291]:أي: في النضر بن الحارث.
[27292]:انظر: جامع البيان 13/506.
[27293]:ص: 15، وتمامها: {قبل يوم الحساب}.
[27294]:في الأصل: لقد، وهو خلاف نص التلاوة.
[27295]:الأنعام آية 95، وتمامها: {كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون}
[27296]:المعارج: آية 1. والآية مثبتة بتمامها، حسب العد المدني الأخير، فلا داعي لقوله: الآية.
[27297]:جامع البيان 13/506، بتصرف، وتفسير ابن كثير 2/304، والدر المنثور 4/55. قال ابن عطية في المحرر الوجيز 2/520، "وترتب أن يقول النضر بن الحارث مقالة وينسبها القرآن إلى جميعهم، لأن النضر كان فيهم موسوما بالنبل والفهم، مسكونا إلى قوله، فكان إذا قال قولا قاله منهم كثير واتبعوه عليه حسبما يفعله الناس أبدا بعلمائهم وفقهائهم".
[27298]:مجاز القرآن 1/245.