فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذۡ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ فَأَمۡطِرۡ عَلَيۡنَا حِجَارَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} (32)

{ و } اذكر { إذ قالوا اللهم إن كان هذا } أي القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم { هو الحق } قرئ بالنصب وهو خبر الكون وبالرفع على الخبر ، وبه قرأ الأعمش وزيد ابن علي ، وقال ابن عطية : ويجوز في العربية رفع الحق على خبر هو والجملة خبر لكان ، قال الأخفش : ولا أعلم أحدا بهذا الجائز ( قلت ) قد ظهر من قرأ به وهما رجلان جليلان قاله السمين .

{ من عندك فأمطر } قال أبو عبيدة : يقال أمطر في العذاب ، ومطر في الرحمة وقال في الكشاف : قد كثر الإمطار في معنى العذاب ، والإمطار استعارة أو مجاز عن الإنزال أي أنزل { علينا حجارة } فائدة توصيف الحجارة بقوله { من السماء } الدلالة على أن المراد بالحجارة السجيل ، وهو حجارة مسومة أي معلمة معدة لتعذيب قوم من العصاة .

{ أو ائتنا بعذاب أليم } قالوا هذه مبالغة في الجحود والإنكار ، سألوا أن يعذبوا بالرجم بالحجارة من السماء أو غيرها من أنواع العذاب الشديد فأجاب الله عليهم بقوله .