معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ} (30)

وقوله : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ }

اجتمع نفر من قريش فقالوا : ما ترون في محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ويدخل إبليس عليهم في صورة رجل من أهل نجد ، فقال عمرو بن هشام : أرى أن تحبسوه في بيت وتُطَيِّنوه عليه وتفتحوا له كُوّة وتضيِّقوا عليه حتى يموت . فأبى ذلك إبليس وقال : بئس الرأي رأيك ، وقال أبو البَخْتَرِىّ بن هشام : أرى أن يحمل على بعير ثم يطرد به حتى يهلك أو يكفيكموه بعض العرب ، فقال إبليس : بئس الرأي ! أتخرجون عنكم رجلا قد أفسد عامّتكم فيقع إلى غيركم ! فعلّه يغزوكم بهم . قال الفاسق أبو جهل : أرى أن نمشى إليه برجل من كل فخذ من قريش فنضربه بأسيافنا ، فقال إبليس : الرأي ما رأي هذا الفتى ، وأتى جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر ، فخرج من مكَّة هو وأبو بكر . فقوله ( ليثبتوك ) : ليحبسوك في البيت . ( أو يخرِجوك ) على البعير ( أو يقتلوك ) .