فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذۡ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ فَأَمۡطِرۡ عَلَيۡنَا حِجَارَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} (32)

{ وَإِذْ قَالُواْ } أي : واذكر إذ قالوا { اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ } بنصب الحق على أنه خبر كان ، والضمير للفصل ، ويجوز الرفع . قال الزجاج : ولا أعلم أحداً قرأ بها ، ولا اختلاف بين النحويين في إجازتها ، ولكن القراءة سنة ، والمعنى : إن كان القرآن الذي جاءنا به محمد هو الحق ، { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا } قالوا هذه المقالة مبالغة في الجحود والإنكار . قال أبو عبيدة : يقال أمطر في العذاب ، ومطر في الرحمة . وقال في الكشاف : قد كثر الإمطار في معنى العذاب . { أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } سألوا أن يعذبوا بالرجم بالحجارة من السماء ، أو بغيرها من أنواع العذاب الشديد .

/خ33