قوله تعالى : { عَطَآءً } نُصِبَ على المصدر المؤكد من معنى الجملةِ قبله ؛ لأن قوله : " ففي الجنة خالدين " يقتضي إعطاء وإنعاماً فكأنه قيل : يُعْطيهم عَطاءً ، وعطاء اسم مصدر ، والمصدر في الحقيقة الإِعطاء على الإِفعال ، أو يكونُ مصدراً على حذف الزوائد كقوله : { أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتاً }
[ نوح : 17 ] ، أو هو منصوب بمقدَّرٍ موافِقٍ له ، أي : فَنَبَتُّم نباتاً ، وكذلك هنا يقال : عَطَوْتُ بمعنى تناولْت .
و " غيرَ مَجْذوذ " نَعْتُه . والمجذوذ : المقطوع ، ويقال لِفُتات الذهب والفضة والحجارة : " جُذاذ " من ذلك ، وهو قريب من الجَدِّ بالمهملة في المعنى ، إلا أن الراغب جَعَل جَدَّ بالمهملة بمعنى قَطْع الأرضِ المستوية ، ومنه " جَدَّ في سيره يَجِدُّ جَدَّاً " ، ثم قال : " وتُصُوِّر مِنْ جَدَدْتُ [ الأرضَ ] القَطْعُ المجردُ فقيل : جَدَدْتُ الثوب إذا قطعتَه على وجهِ الإِصلاح ، وثوبٌ جديد أصله المقطوع ، ثم جُعل لكل ما أُحْدِث إنشاؤه " . والظاهرُ أن المادتين متقاربتان في المعنى ، وقد ذكرْتُ لهما نظائرَ نحو : عَتَا وعَثا وكثب وكتب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.