الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالُواْ يَٰشُعَيۡبُ مَا نَفۡقَهُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفٗاۖ وَلَوۡلَا رَهۡطُكَ لَرَجَمۡنَٰكَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡنَا بِعَزِيزٖ} (91)

والرَّهْط جماعةُ الرجل . وقيل : الرَّهْط والرَّاهط لِما دون العشرة من الرجال ، ولا يقع الرَّهْطُ والعَصَب والنَّفَر إلا على الرجال . وقال الزمخشري : " من الثلاثة إلى العشرة ، وقيل : إلى السبعة " ويُجْمع على أَرْهُط ، وأَرْهُط على أراهِط قال :

2700 يا بُؤْسَ للحَرْب التي *** وَضَعَتْ أراهِطَ فاستراحوا

قال الرمَّاني : " وأصلُ الكلمة من الرَّهْط ، وهو الشدُّ ، ومنه " التَّرْهيط " وهو شدَّةُ الأكل " والرَّاهِطاء اسم لجُحْر من جِحَرة اليَرْبوع لأنه يَتَوَثَّقُ به ويَحْيَا فيه أولادُه .

قوله : { وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } قال الزمخشري : " وقد دلَّ إيلاءُ ضميرِه حرفَ النفي على أنَّ الكلامَ واقعٌ في الفاعل لا في المفعول كأنه قيل : وما أنت بعزيزٍ علينا بل رَهْطُك هم الأعزَّة علينا ، فلذلك قال في جوابهم : { أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ } ولو قيل : " وما عَزَزْتَ علينا " لم يصحَّ هذا الجواب " .