الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ} (82)

قوله تعالى : { عَالِيَهَا سَافِلَهَا } : مفعولا الجعل الذي بمعنى التصيير ، و " سِجِّيل " قيل : هو في الأصل مركَّب من : " سكر كل " وهو بالفارسية حجر وطين فعُرِّب وغُيِّرت حروفهُ . وقيل : سِجِّيل اسمٌ للسماء وهو ضعيف أو غلط ؛ لوصفه بمَنْضود . وقيل : مِنْ أَسْجَلَ ، أي : أرسل فيكون فِعِّيلاً ، وقيل : هو مِن التسجيل ، والمعنى : أنه مِمَّا كتب اللَّهُ وأَسْجل أن يُعَذَّب به قوم لوط ، وينصرُ الأولَ تفسيرُ ابن عباس أنه حجرٌ وطين كالآجرّ المطبوخ ، وعن أبي عبيد هو الحجر الصُّلْب . و " منضود " صفةٌ لسِجِّيل . والنَّضْدُ : جَعْلُ الشيءِ بعضَه فوقَ بعضٍ ، ومنه { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ }

[ الواقعة : 29 ] ، أي : متراكب ، والمرادُ وصفُ الحجارة بالكثرة .