الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّـٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ} (4)

قوله : { النَّفَّاثَاتِ } : جمع نَفَّاثَة مثالُ مبالغةٍ ، من نَفَثَ ، أي : نَفَخَ . واخْتُلِفَ فيه ، فقال أبو الفضل : شَبَّه النَّفْخَ من الفمِ في الرُّقْيَةِ ، ولا شيءَ معه ، فإذا كان بِرِيْقٍ فهو التَّفْلُ ، وأنشد :

فإنْ يَبْرَأْ فلم أَنْفُِثْ عليهِ *** وإنْ يَفْقَدْ فَحَقَّ له الفُقُودُ

وقال الزمخشري : " نَفْخٌ معه رِيْقٌ " .

وقرأ الحسن " النُّفَّاثات " بضم النون ، وهي اسم كالنُّفَّاخَة ، ويعقوب وعبدُ الله بن القاسم " النافِثات " وهي محتملةٌ لقراءةِ العامة ، والحسن أيضاً وأبو الرَّبيع " النَّفِثات " دونَ ألفٍ كحاذِر وحَذِر .

ونَكِّر غاسِقاً وحاسداً ؛ لأنه قد يَتَخَلَّفُ الضَّرَرُ فيهما ، فالتنكيرُ يفيد التبعيضَ ، وعَرَّفَ " النفَّاثات " : إمَّا للعَهْدِ كما يُرْوَى في التفسير ، وإمَّا للمبالغةِ في الشَّرِّ .