الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} (3)

قوله : { وَقَبَ } : وَقَبَ الليلُ : أظلم ، والعذابُ : حَلَّ ، والشمسُ : [ غَرَبَتْ : وقيل : وَقَبَ ، أي : دَخَلَ ] قال الشاعر :

وَقَبَ العذابُ عليهمُ فكأنَّهمْ *** لَحِقَتْهُمُ نارُ الس‍َّمومِ فأُحْصِدوا

والغاسِقُ قيل : الليلُ ، وقيل : القمر . سُمِّي الليلُ غاسِقاً لبُرودته ، وقد تقدَّم الكلامُ على هذه المادةِ في سورة ص . واسْتُعيذ من الليل لِما يبيتُ فيه من الآفاتِ . قال الشاعر :

يا طيفَ هندٍ لقد أَبْقَيْتَ لي أَرَقا *** إذ جِئْتَنا طارقاً والليلُ قد غَسَقا

أي : أظلمَ واعْتَكَرَ . و " إذا " منصوب ب " أعوذُ " ، أي : أعوذُ باللَّهِ مِنْ هذا في وقتِ كذا .