الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ} (98)

قوله تعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ } ، أي : فإذا أَرَدْتَ ، فأضمرتَ الإِرادةَ . قال الزمخشري : " لأنَّ الفعلَ يوجد عند القصدِ والإِرادةِ من غير فاصلٍ وعلى حسبِه ، فكان منه بسببٍ قوي وملابسةٍ ظاهرة " . وقال ابن عطية : " ف " إذا " وَصْلةٌ بين الكلامين ، والعربُ تستعملها في مثل هذا ، وتقدير الآية : فإذا أَخَذْتَ في قراءةِ القرآن فاسْتَعِذْ " . قلت : وهذا هو مذهبُ الجمهورِ من القُرَّاء والعلماء ، وقد أخذ بظاهرِ الآية ، فاستعاذ بعد أن قرأ ، من الصحابة أبو هريرة ، ومن الأئمة مالك وابن سيرين ، ومن القرَّاء حمزة .