بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ} (98)

قوله : { فَإِذَا قَرَأْتَ القرءان فاستعذ بالله } ، يعني : إذا أردت أن تقرأ القرآن في الصلاة ، وفي غير الصلاة ، { فاستعذ بالله } ، فتعوذ بالله . وهذا كقولك : إذا أكلت فقل : بسم الله ، يعني : إذا أردت أن تأكل ، وهذا مثل قوله : { ياأيها الذين ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاة فاغسلوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المرافق وامسحوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكعبين وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فاطهروا وَإِن كُنتُم مرضى أَوْ على سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الغائط أَوْ لامستم النسآء فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فامسحوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ولكن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ المائدة : 6 ] ، يعني : إذا أردتم القيام للصلاة . وقوله : { مِنَ الشيطان الرجيم } ، يعني : اللعين . ويقال : الخبيث . ويقال : المرجوم . ويقال : فيه تقديم . ومعناه : فاستعذ بالله ، إذا قرأت القرآن .