قوله تعالى : { مِّن ذَكَرٍ } : " مِنْ " ، للبيان فتتعلقُ بمحذوفٍ ، أي : أَعْنِي مِنْ ذَكَر . ويجوزُ أن يكونَ حالاً مِنْ فاعل " عَمِل " .
قوله : { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ، جملةٌ حاليةٌ أيضاً .
قوله : { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ } ، راعى معنى : " مَنْ " ، فَجَمع الضميرَ بعد أن راعَى لفظَهَا ، فَأَفْرَدَ في " فَلَنُحْيِيَنَّهُ " ، وما قبله ، وقرأ العامَّةُ : " وَلَجْزِيَنَّهم " ، بنونِ العظمةِ ؛ مراعاةً لِما قبله . وقرأ ابنُ عامر في روايةٍ بياء الغيبة ، وهذا ينبغي أن يكونَ على إضمارِ قَسَمٍ ثانٍ ، فيكونَ من عطفِ جملةٍ قَسَميةٍ على قَسَمِيةٍ مثلِها ، حُذفتا وبقي جواباها .
ولا جائزٌ أن يكونَ مِنْ عطفِ جوابٍ على جواب ؛ لإِفضائِه إلى أخبارِ المتكلم عن نفسِه بإخبار الغائب ، وهو لا يجوزُ . لو قلت : " زيد قال : واللهِ لأَضْرِبَنَّ هنداً ولَينفينَّها " تريد : ولَينفينَّها زيدٌ ، لم يَجُزْ . فإن أَضْمَرْت قسماً آخرَ جاز ، أي : وقال : واللهِ لينفينَّها ؛ لأنَّ لك في مثلِ هذا التركيبِ أن تحكيَ لفظه ، ومنه : { وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى } [ التوبة : 107 ] ، وأن تحكيَ معناه ، ومنه : { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ } [ التوبة : 74 ] ، ولو جاء على اللفظ لقيل : ما قلنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.