الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (257)

قولُه تعالى : { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ } : الذين مبتدأٌ أولُ ، وأولياؤهم مبتدأٌ ثانٍ ، والطاغوتُ : خبرُه ، والجملةُ خبرُ الأول . وقرأ الحسن [ " الطواغيت " بالجمعِ ، وإن كان أصلُه مصدراً لأنه لمَّا ] أطلق على المعبودِ مِنْ دونِ الله اختلفَت أنواعُه ، ويؤيِّد ذلك عَوْدُ الضمير مَجْمُوعاً من قولِهِ : " يُخْرِجونهم " .

قوله : { يُخْرِجُونَهُمْ } هذه الجملةُ وما قبلَها من قولِهِ : " يُخْرِجُهم " الأحْسنُ فيها ألاَّ يكونَ لها محلٌّ من الإِعراب ، لأنهما خَرَجا مخرجَ التفسيرِ للولاية ، ويجوزُ أن يكونَ " يُخْرِجُهم " خبراً ثانياً لقولِهِ : " الله " وأن يكونَ حالاً من الضمير في " وليُّ " ، وكذلك " يُخْرجونهم " والعامِلُ في الحال ما في معنى الطاغوت ، وهذا نظيرُ ما قاله الفارسي في قولِهِ : { نَزَّاعَةً }

[ المعارج : 16 ] إنها حالٌ العاملُ فيها " لَظَى " وسيأتي تحقيقُه . و " من " [ و ] " إلى " متعلقان بفعلي الإِخراج .