الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَٰمُوسَىٰ} (49)

قوله : { يمُوسَى } : نادى موسى وحدَه بعد مخاطبته لهما معاً : إمَّا لأنَّ موسى هو الأصلُ في الرسالة ، وهارونُ تَبَعٌ ورِدْءٌ ووزيرٌ ، وإمَّا لأنَّ فرعونَ كان لخُبْثِه يعلمُ الرُّتَّة التي في لسان موسى ، ويعلم فصاحةَ أخيه بدليلِ قوله { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً } [ القصص : 34 ] وقوله :

{ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } [ الزخرف : 52 ] فأراد استنطاقَه دون أخيه ، وإمَّا لأنه حَذَفَ المعطوفَ للعلمِ به أي : يا موسى وهارون . قاله أبو البقاء ، وبدأ به ، ولا حاجةَ إليه ، وقد يُقال : حَسَّنَ الحذفَ كونَ موسى فاصلةً ، لا يُقال : كان يُغني في ذلك أَنْ تُقَدِّمَ هارون وتؤخِّرَ موسى فيقال : يا هارونُ وموسى فتحصُلُ مجانسةٌ الفواصلِ مِنْ غيرِ حَذْفٍ لأنَّ البَدْءَ بموسى أهمُّ فهو المبدوءُ به .