قوله : { أَن يَفْرُطَ } : " أَنْ يَفْرُطَ " مفعولُ " نخاف " . ويقال : فَرَطَ يَفْرُط : سَبَقَ وَتَقَدَّم ، ومنه الفارِطُ . وهو الذي يتقدَّم الورادةَ إلى الماء وفَرَسٌ فَرَطٌ : يسبقُ الخيلَ ، أي : نخافُ أَنْ يُعَجِّلَ علينا بالعقوبةِ ويبادِرَنا بها ، قاله الزمخشري ، ومِنْ وُرودِ الفارط بمعنى المتقدِّم على الواردة قولُ الشاعر :
واسْتعجلونا وكانوا مِنْ صحابَتنا *** كما تَقَدَّم فُرَّاطُ لوُرَّادِ
وفي الحديث : " أنا فَرَطُكم على الحَوْضِ " أي : سابقُكم ومتقدِّمُكم .
وقرأ يحيى بن وثاب وابنُ محيصن وأبو نَوْفلٍ " يُفْرَط " بضمِّ حرف المضارعة وفتح الراء على البناء للمفعول ، والمعنى : خافا أن يُسْبَقَ في العقوبةِ . أي : يحملُه حامِلٌ عليها وعلى المعاجلة بها : إمَّا قومُه وإمَّا حُبُ الرئاسةِ ، وإمَّا ادِّعاؤه الإِلَهيةَ .
وقرأ ابن محيصن في روايةٍ والزعفراني " أَن يُفَرِّطَ " بضمِّ حرفِ المضارَعَةِ وكسر الراء مِنْ أفرط . قال الزمخشري : " مِنْ أَفْرَطَه غيرُه إذا حمله على العَجَلة ، خافا أَنْ يَحْمِلَه حاملٌ على المُعاجلة بالعقاب " . قال كعب ابن زهير .
تَنْفِي الرياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَه *** مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيْضٌ يَعالِيْلُ
أي : سَبَقَتْ إليه هذه البِيْضُ لتملأَه . وفاعلُ " يَفْرُطَ " ضميرُ فرعون . وهذا هو الظاهر الذي ينبغي أَنْ لا يُعْدَلَ عنه . وجعله أبو البقاء مضمراً لدلالة الكلامِ عليه فقال " فيجوز أن يكون التقدير : أن يَفْرط علينا منه قولٌ ، فأضمر القولَ لدلالة الحالِ عليه كما تقول : فَرَطَ مني قول ، وأن يكونَ الفاعلُ ضميرَ فرعون كما كان في " يَطْغى " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.