قوله : { أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا } : هي مِنْ " رأى " البصَريةِ فَلَمَّا دخلَتْ همزةُ النقل تَعَدتْ بها إلى اثنين أولُهما الهاء ، والثاني " آياتِنا " ، والمعنى : أَبْصَرْناه . والإِضافةُ هنا قائمةٌ مقامَ التعريفِ العَهْدي أي : الآياتِ المعروفةَ كالعصا واليد ونحوهما ، وإلاَّ فلم يُرِ اللهُ تعالى فرعونَ جميعَ ِآياتِه . وجَوَّز الزمخشري أن يُرادَ بها الآياتُ على العموم بمعنى : أنَّ موسى عليه السلام أراه الآياتِ التي بُعِث بها وعَدَّد عليه الآياتِ التي جاءَتْ بها الرسلُ قبله عليهم السلام ، وهو نبيٌّ صادقٌ ، لا فرقَ بين ما يُخْبِرُ عنه وبين ما يُشاهَدُ به " .
قال الشيخ : " وفيه بُعْدٌ ؛ لأنَّ الإِخبارَ بالشيءِ لا يُسَمَّى رؤيةً له إلاَّ بمجازٍ بعيد . وقيل : بل الرؤيةُ هنا رؤيةٌ قلبيةٌ ، فالمعنى : أَعْلَمْناه " وأيَّد ذلك : بأنه لم يكن أراه إلاَّ اليدَ والعصا فقط . ومَنْ جَوَّز استعمالَ اللفظِ في حقيقتِه ومجازِه أو إعمالَ المشتركِ في معنَيَيْه يجيزُ يُرادَ المعنيان جميعاً . وتأكيدُه للآيات ب " كلَّها " يدلُّ على إرادةِ العمومِ لأنَّهم قالوا : فائدةٌ التوكيدِ ب " كل " وأخواتِها رَفْعُ تَوَهُّمِ وَضْعِ الأخَصِّ مَوْضعَ الأعمِّ ، فلا يُدَّعَى أنه أراد بالآياتِ آياتٍ مخصوصةً ، وهذا يَتَمَشَّى على أن الرؤيةَ قلبيةٌ ، ويُراد بالآيات ما يَدُلُّ على وَحْدانيةِ الله وصِدْقِ المبلِّغ . ولم يذكر معفولَ التكذيب والإِباءِ تعظيماً له ، وهو معلومٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.