فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ أَرَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ} (56)

{ ولقد أريناه } الرؤية بصرية أي أبصرنا فرعون وعرفناه { آياتنا كلها } المراد بها الآيات التسع المذكورة في قوله ولقد آتينا موسى تسع آيات ، على أن الإضافة للعهد ، وهي العصا واليد والسنين ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وطمس الأموال والشد على القلوب .

وقال أبو السعود : هي العصا واليد وصيغة الجمع مع كونهما اثنتين باعتبار ما في تضاعيفهما من بدائع الأمور التي كل منها آية بينة لقوم يعقلون انتهى ، وهذا مبني على أن هذا إخبار عما وقع له مع فرعون في أول دعائه له ، وليس كذلك بل هذا إخبار عن جملة ما وقع له في مدة دعائه له ، وهي عشرون سنة ؛ وأن هذا من جملة الكلام المعترض به في أثناء القصة ، وقيل : المراد جميع الآيات التي جاء بها موسى والتي جاء بها غيره من الأنبياء وأن موسى قد كان عرف جميع معجزاته ؛ ومعجزات سائر الأنبياء ، والأول أولى ، وقيل المراد بها حجج الله سبحانه الدالة على توحيده .

{ فكذب } فرعون بها أو بموسى ، وزعم أنها سحر { وأبى } عليه أن يجيبه إلى الإيمان وأن يوحد الله ، وهذا يدل على أن كفر فرعون كفر عناد لأنه رأى الآيات وكذب بها كما في قوله : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } .