فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ أَرَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ} (56)

{ وَلَقَدْ أريناه آياتنا كُلَّهَا } أي أرينا فرعون وعرفناه آياتنا كلها ، والمراد بالآيات هي : الآيات التسع المذكورة في قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى تِسْعَ آيات } [ الإسراء : 101 ] . على أن الإضافة للعهد . وقيل : المراد : جميع الآيات التي جاء بها موسى ، والتي جاء بها غيره من الأنبياء ، وأن موسى قد كان عرّفه جميع معجزاته ومعجزات سائر الأنبياء ، والأوّل أولى ، وقيل : المراد بالآيات : حجج الله سبحانه الدالة على توحيده . { فَكَذَّبَ وأبى } أي كذب فرعون موسى وأبى عليه أن يجيبه إلى الإيمان ، وهذا يدل على أن كفر فرعون كفر عناد ؛ لأنه رأى الآيات وكذب بها كما في قوله : { وَجَحَدُوا بِهَا واستيقنتها أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً } [ النمل : 14 ] .

/خ59