{ وَذَا النُّونِ } : الحُوْتُ ، ويُجمع على نِيْنان ، كحُوْت وحِيْتان . وسُمِّي بذلك ، لأنَّ النونَ ابتلعه .
قوله : { مُغَاضِباً } حالٌ مِنْ فاعِل " ذهب " . والمفاعلةُ هنا تحتملُ أَنْ تكونَ على بابِها من المشاركةِ . أي : غاضَبَ قومه وغاضَبوه ، حين لم يُؤْمِنُوا في أول الأمر . وفي بعض التفاسير : مُغاضباً لربِّه . فإنْ صَحَّ ذلك عَمَّن يُعتبر قولُه ، فينبغي أَنْ تكونَ اللامُ للتعليلِ لا للتعديةِ للمفعول أي : لأجلِ ربِّه ولدينِه . ويُحتمل أَنْ تكونَ بمعنى : غضبانَ فلا مشاركةَ كعاقَبْتُ وسافَرْتُ .
والعامَّة على " مُغاضِباً " اسمَ فاعلٍ . وقرأ أبو شرف " مغاضَباً " بفتح الضادِ على ما لم يُسََمَّ فاعلُه . كذا نقله الشيخ ، ونقله الزمخشري عن أبي شرف " مُغْضَباً " دون ألفٍ مِنْ أَغْضَبْتَه فهو مُغْضَب .
قوله : { أَن لَّن } " أَنْ " هذه المخففةُ ، واسمُها ضمير الشأنِ محذوفٌ . و { لَّن نَّقْدِرَ } هو الخبرُ . والفاصلُ/ حرفُ النفي المعنى : أَنْ لَنْ نُضَيِّق عليه ، من باب قوله : { فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ } [ الفجر : 16 ] ، { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ } [ الطلاق : 7 ] .
والعامَّةُ على " نَقْدِرَ " بنون العظمة مفتوحةً وتخفيفِ الدالِ . والمفعولُ محذوفٌ أي : الجهات والأماكن . وقرأ الزُّهريُّ بضمِّها وتشديد الدال . وقرأ ابنُ أبي ليلى وأبو شرفٍ والكلبي وحميد بن قيس " يُقْدَر " بضمِّ الياءِ مِنْ تحتُ وفتحِ الدالِ خفيفةً مبنياً للمفعول . وقرأ الحسنُ وعيسى بنُ عمرَ بفتح الياءِ وكَسرِ الدالِ خفيفةً . وعليُ بن أبي طالب واليمانيُّ بضم الياءِ وكسرِ الدالِ مشددةً . والفاعلُ على هذين الوجهين ضميرٌ يعود على اللهِ تعالى .
قوله : { أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ } يجوزُ في " أَنْ " وجهان ، أحدُهما : أنها المخففةُ من الثقيلةِ . فاسمُها كا تقدَّم محذوفٌ . والجملةُ المنفيةُ بعدها الخبرُ . والثاني : أنها تفسيريةٌ ؛ لأنها بعد ما هو بمعنى القولِ لا حروفِه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.