قوله : { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ } : يجوز أَنْ ينتصِبَ نَسَقاً على ما قبلَها ، وأن ينتصِبَ بإضمارِ اذكُرْ ، وأن يرتفعَ بالابتداء ، والخبرُ محذوف أي : وفيما يُتْلى عليكم التي أحصنت . ويجوز أن يكونَ الخبرُ " فنفَخْنا " وزِيْدَت الفاءُ على رأي الأخفش نحو : " زيدٌ فقائمٌ " .
وفي كلامِ الزمخشري " فَنَفَخْنا الروحَ في عيسى فيها " . قال الشيخ مؤاخِذاً له : " فاستعمل " نَفَخَ " متعدياً " . والمحفوظُ أنه لا يَتَعَدَّى فيحتاج في تَعَدِّيه إلى سماعٍ ، وغيرَ متعدٍّ استعمله هو في قولِه " أي : نَفَخَتْ في المِزْمار " انتهى ما واخَذَه به . قلت : وقد سُمِعَ " نَفَخَ " متعدياً . ويَدُلُّ على ذلك ما قُرِىء في الشاذ " فأنفخها فيكونُ طائراً " وقد حكاها هو قراءةً فكيف يُنْكِرُها ؟ فعليك بالالتفات إلى ذلك .
قوله : { آيَةً } إنما لم يطابِقْ المفعولَ الأولَ فيُثَنَّي الثاني ؛ لأنَّ كلاً منهما آيةٌ بالآخر فصارا آيةً واحدة . أو نقولُ : إنَّه حُذِف من الأولِ لدلالةِ الثاني ، أو بالعكس أي : وَجَعْلنا ابنَ مريمَ آيةً . وأمَّه كذلك . وهو نظيرُ الحذفِ في قولِه { وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } [ التوبة : 62 ] وقد تقدَّم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.