قوله : { وَيَوْمَ يَعَضُّ } : معمولٌ لمحذوفٍ ، أو معطوفٌ على " يومَ تَشَقَّقُ " . و " يَعَضُّ " مضارعُ عَضَّ ، ووزنُه فَعِل بكسرِ العينِ ، بدليلِ قولِهم : عَضِضْتُ أَعَضُّ ، وحكى الكسائيُّ فتحَها في الماضي ، فعلى هذا يُقال : أَعِضُّ بالكسر في المضارع . والعَضُّ هنا كنايةٌ عن شدَّةِ اللزومِ . ومثله : حَرَقَ نابَه ، قال :
أبى الضَّيْمَ والنُّعمانُ يَحْرِقُ نابَه *** عليه فأَفْضَى والسيوفُ مَعاقِلُهْ
وهذه الكنايةُ أبلغُ من تصريحِ المُكْنَى عنه . وأَلْ في " الظالم " تحتملُ العهدَ ، والجنسَ ، على حَسَبِ الخلافِ في ذلك .
قوله : { يَقُولُ } هذه الجملةُ حال مِنْ فاعل " يَعَضُّ " . وجملةُ التمنِّي بعد القولِ مَحْكيَّةٌ به . وتقدَّم الكلامُ في مباشرة " يا " ل " ليت " في النساء .
وفلانٌ كنايةٌ عن عَلَمِ مَنْ يَعْقِل وهو منصرفٌ ، وفُلُ كنايةٌ عن نكرةِ مَنْ يَعْقِل من الذكور ، وفُلَةُ عَمَّن يَعْقِلُ من الإِناثِ ، والفلانُ والفلانةُ بالألف واللام عن غير العاقلِ . ويختصُّ فُلُ وفُلَةُ بالنداءِ إلاَّ في ضرورةٍ كقوله :
في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ ***
وليس " فُلُ " مُرَخَّماً من فلان خلافاً للفراء ، وزعم الشيخ أنَّ ابنَ عصفورِ وابنَ مالك وابن العلج وَهِمُوا في جَعْلهم " فُلُ " كنايةً عن عَلَم مَنْ يَعْقِلُ كفُلان . ولامُ فُل وفلان فيها وجهان ، أحدهما : أنها واوٌ . والثاني : أنها ياءٌ ، وقرأ الحسن " يا ويلتي " بكسرِ التاء وياءٍ صريحةٍ بعدها ، وهي الأصلُ ، وقرأ الدُّوريُّ بالإِمالة ، قال أبو عليّ : " وتَرْكُ الإِمالةِ أحسنُ ؛ لأنَّ أصلَ هذه اللفظةِ الياءُ ، فبُدِّلت الكسرةُ فتحةً ، والياءُ ألفاً ؛ فِراراً من الياءِ . فَمَنْ أمال رَجَعَ إلى الذي منه فَرَّ أولاً " قلت : وهذا منقوضٌ بنحو " باع " فإنَّ أصلَه الياءُ ومع ذلك أمالوا ، وقد أمالُوا { يا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطَتُ } [ الزمر : 56 ] و { يَا أَسَفَى } [ يوسف : 84 ] وهما ك " يا ويلَتى " في كونِ ألفِهما عن ياءِ المتكلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.