فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا} (27)

{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالم على يَدَيْهِ } الظرف منصوب بمحذوف : أي واذكر ، كما انتصب بهذا المحذوف الظرف الأول ، أعني { يوم تشقق } ، { ويوم يعضّ الظالم على يديه } ، الظاهر أن العضّ هنا حقيقة ، ولا مانع من ذلك ، ولا موجب لتأويله .

وقيل هو كناية عن الغيظ والحسرة ، والمراد بالظالم : كلّ ظالم يرد ذلك المكان ، وينزل ذلك المنزل ، ولا ينافيه ورود الآية على سبب خاص ، فالإعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب { يَقُولُ ياليتنى اتخذت مَعَ الرسول سَبِيلاً } { يقول } في محل نصب على الحال ، ومقول القول هو : يا ليتني إلخ ، والمنادى محذوف : أي يا قوم { ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً } طريقاً ، وهو طريق الحق ، ومشيت فيه حتى أخلص من هذه الأمور المضلة ، والمراد : اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به .

/خ34