غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا} (27)

واللام في { الظالم } ظاهر الاستغراق والشمول أو للجنس . وعن ابن عباس أنه للعهد وذلك أن الآية نزلت في عقبة بن أبي معيط وكان يكثر مجالسة الرسول صلى الله عليه وسلم فاتخذ ضيافة ودعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبى أن يأكل من طعامه حتى يأتي بالشهادتين ففعل ، وكان أُبيّ بن خلف صديقه فعاتبه وقال : صبأت يا عقبة ؟ قال : لا ولكن أبى أن يأكل من طعامي وهو في بيتي فاستحييت منه فشهدت له ، والشهادة ليست في نفسي . فقال : وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً فلم تطأ قفاه و تبزق في وجهه . فوجده ساجداً في دار الندوة ففعل ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ألقاك خارجاً من مكة إلا علوت رأسك بالسيف . فقتل يوم بدر ، أمر علياً رضي الله عنه بقتله . وفي روايات الشيعة أن الظالم هو رجل بعينه وأن المسلمين غيروا اسمه وكتموه وجعلوا فلاناً بدلاً من اسمه وذكروا فاضلين من الصحابة وفيه بعد ، لأن تغيير القرآن كفر . والعض على اليدين كناية عن الغيظ والحسرة لأنه من لوازم الغيظ والتحسر غالباً ونظيره " سقط في يده وأكل من بنانه " وأمثال ذلك . وقال الضحاك : يأكل يديه إلى المرفق ثم تنبت فلا يزال كذلك كلما أكلها نبتت . قال جار الله : تمنى أن لو صحب الرسول وسلك معه طريقاً واحداً وهو طريق الحق ولم تتشعب به طرق الضلالة والهوى ، أو أراد أني كنت ضالاً لم يكن لي سبيل قط فليتني حصلت لنفسي في صحبة الرسول سبيلاً .

/خ50