فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا} (27)

{ و } اذكر { يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } الظاهر أن العض هنا حقيقة ولا مانع من ذلك ، ولا موجب لتأويله ، قال عطاء : يأكل الظالم يديه ، حتى يأكل مرفقيه ، ثم ينبتان ، ثم يأكلهما ، وهكذا كلما نبتت يداه أكلهما تحسرا على ما فعل ، ذكر الخازن ، وقيل هو كناية عن الغيظ والحسرة والأول أولى . والمراد بالظالم كل ظالم ، يرد ذلك المكان وينزل ذلك المنزل ، ولا ينافيه ورود الآية على سبب خاص ، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . وعن ابن عباس قال في الآية : هو أبي بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط وهما الخليلان في جهنم .

{ يَقُولُ يَا } قوم { لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا } أي طريقا . وهو طريق الحق ومشيت فيه ، حتى أخلص من هذه الأمور المضلة . والمراد إتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما جاء به ، يعني ليتني اتبعت محمدا صلى الله عليه وآله وسلم واتخذت في الدنيا معه طريقا ، إلى الهداية .