قوله تعالى : { الَّذِينَ يَقُولُونَ } : يَحْتَمِلُ مَحَلُّه الرفعَ والنصبَ والجَّر ، فالرفعُ من وجهين ، أحدُهما : أنه مبتدأ محذوفٌ الخبرِ ، تقديرُه : الذين يقولون كذا مستجابٌ لهم ، أو لهم ذلك الخيرُ المذكورُ . والثاني : أنه خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ ، كأنه قيل : مَنْ هم هؤلاء المتقون ؟ فقيل : الذينَ يقولون كَيْتَ وكيتَ .
والنصبُ من وجهٍ واحد ، وهو النصبُ بإضمار أَعْني أو أمدحُ ، وهو نظيرُ الرفعِ على خبرِ ابتداءٍ مضمرٍ ، ويُسَمَّيان الرفعَ على القطعِ والنصبَ على القطعِ . والجَرُّ مِنْ وجهين ، أحدهما : النعتُ والثاني البدلُ ، ثم لك في جَعْلِه نعتاً أو بدلاً وجهان ، أحدُهُما : جَعْلُه نعتاً للذين اتقوا أو بدلاً منه ، والثاني : جَعْلُه نعتاً للعباد أو بدلاً منهم . واستضعف أبو البقاء جَعْلَه نعتاً للعباد . قال : " لأنَّ فيه تخصيصاً لعلمِ الله تعالى " ، وهو جائزٌ على ضَعْفِهِ ، ويكون الوجهُ فيه إعلامَهم بأنه عالمٌ بمقدار مشقتهم في العبادة فهو يُجازِيهم عليها كما قال : { وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ } [ النساء : 25 ] .
والجملةُ من قوله : " واللهُ بصيرٌ " يجوز أن تكونَ معترضةً لا محلَّ لها إذا جَعَلْتَ { الَّذِينَ يَقُولُونَ } تابعاً للذين اتقوا نعتاً أو بدلاً ، وإنْ جَعَلْتَه مرفوعاً أو منصوباً فلا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.