الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَٰبِ ٱللَّهِ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ} (23)

قوله تعالى : { يُدْعَوْنَ } : في محلِّ نصب على الحالِ من " الذين أُوتوا " . وقولُه " ليحكُمَ " متعلقٌ بيُدْعَوْن . وقوله : " ثم يَتَوَّلى " عطفٌ على

" يُدْعَوْن " و " منهم " صفةٌ لفريق .

وقوله : { وَهُمْ مُّعْرِضُونَ } يجوزُ أن تكونَ صفةً معطوفةً على الصفةِ قبلها فتكونُ الواوُ عاطفةً ، وأن تكونَ في محلِّ نصبٍ على الحالِ من الضمير المستتر في " منهم " لوقوعِهِ صفةً فتكونُ الواوُ للحالِ ، [ ويجوزُ أَنْ تكونَ حالاً من " فريق " وجاز ذلك وإنْ كان نكرةً لتخصيصِه بالوصفِ قبلَه ] وإذا كانَتْ حالاً فيجوزُ أَنْ تكونَ مؤكدةً ، لأَنَّ التولَّيَ والإِعراضَ بمعنى ، ويجوزُ أن تكونَ مبيِِّنةً لاختلافِ متعلَّقِهما ، قالوا : لأنَّ التولِّيَ عن الداعي ، والإِعراضَ عَمَّا دُعِي إليه . وُيحْتمل أن تكونَ هذه الجملةُ مستأنفةً لا محلَّ لها أَخبْر عنهم بذلك .

وقرأ الحسن وأبو جعفر والجحدري ، " لِيُحْكَمَ " مبنياً للمفعول والقائمُ مقامَ الفاعلِ هو الظرفُ ، أي : ليَقَعَ الحكمُ بينهم .