فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (43)

{ ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور( 43 ) } .

ومن صبر على الأذى ، وعفا عن المسيء وصفح ، فإن عمله هذا برهان علوّ همته ، وصدق عزيمته .

يقول بعض المفسرين : الرجل إذا غُلب على أداء حقك فمن الرفق به أن تحلله ، وإن كان ظالما فمن الحق ألا تتركه ، لئلا تغتر الظلمة ويسترسلوا في أفعالهم القبيحة .

وفي صحيح مسلم حديث أبي اليسر . . وفيه أنه قال لغريمه : اخرج إليّ ، فقد علمت أين أنت ، فخرج ؛ فقال : ما حملك على أن اختبأت مني ؟ قال : أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك ، خشيت والله أن أحدثك فأكذبك ، وأن أعدك فأخلفك ، وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكنت والله معسرا . قال قلت : آلله ؟ قال : الله ، فآتى بصحيفة فمحاها فقال : إن وجدت قضاء فاقض ، وإلا فأنت في حل .