اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (43)

قوله : { وَلَمَن صَبَرَ } الكلام في اللام كما تقدم : فإن جعلناها شريطة فإن جواب القسم المقدر ، وحذف الشرط للدلالة عليه ، وإن كانت موصولة ، كان قوله : «إنَّ ذَلِكَ » هو الخبر{[49471]} . وجوز الحوفي وغيره{[49472]} أن تكون «مَنْ » شرطية و «إنَّ ذَلِكَ » جوابها على حذف الفاء على حدِّ حذفا في قوله :

4378 مَنْ يَفْعَل الحَسَنَات . . . . . . . *** . . . . . . . . . . . . . . . .

وفي الرابط قولان :

أحدهما : هو اسم الإشارة ، إذا أريد به المبتدأ ، ويكون حينئذ على حذف مضاف تقديره : { إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمور }{[49473]} .

والثاني : أنه ضمير محذوف تقديره لمن عزم الأمور «منه أو له »{[49474]} . وقوله : { وَلَمَن صَبَرَ } عطف على قوله : «ولمن انْتَصَرَ » والجملة من قوله : «إنَّما السَّبِيلُ » اعتراض{[49475]} .

فصل

المعنى لمن صبر وغفر فلم يقتص{[49476]} وتجاوز ، إن ذلك الصبر والتجاوز من عزم الأمور حقها وحزمها . قال مقاتل : من الأمور التي أمر الله بها{[49477]} . وقال الزجاج : الصابر يؤتى بصبره الثواب والرغبة في الثواب أتم عزماً{[49478]} .


[49471]:البحر المحيط 7/523.
[49472]:كأبي البقاء العكبري في التبيان 1135.
[49473]:قاله البحر المحيط المرجع السابق.
[49474]:قاله الزمخشري في الكشاف 3/473 وابن الأنباري في البيان 2/350 وانظر معاني الأخفش 687.
[49475]:قاله السمين 4/763.
[49476]:في ب ينتصر وكذا في البغوي.
[49477]:انظر معالم التنزيل للبغوي 6/126.
[49478]:بالمعنى من معاني القرآن وإعرابه 4/402.