قوله : { آنِفاً } : فيه وجهان ، أحدهما : أنه منصوبٌ على الحالِ ، فقدَّره أبو البقاء : " ماذا قال مُؤْتَنِفا " . وقَدَّره غيرُه : مُبْتَدِئاً أي : ما القولُ الذي ائْتَنَفه الآن قبلَ انفصالِه عنه . والثاني : أنه منصوبٌ على الظرفِ أي : ماذا قال الساعةَ ، قاله الزمخشري . وأنكره الشيخ قال : " لأنَّا لم نعلَمْ أحداً عَدَّه من الظروف " . واختلفَتْ عبارتُهم في معناه : فظاهرُ عبارةِ الزمخشري أنه ظرفٌ حاليٌّ ك الآن ، ولذلك فَسَّره بالساعة . وقال ابن عطية : " والمفسِّرون يقولون : آنِفاً معناه الساعةُ الماضيةُ القريبةُ منَّا وهذا تفسيرٌ بالمعنى " .
وقرأ البزيُّ بخلافٍ عنه " أَنِفاً " بالقصرِ . والباقون بالمدِّ ، وهما لغتان بمعنىً واحدٍ ، وهما اسما فاعِل ك حاذِر وحَذِر ، وآسِن وأَسِن ، إلاَّ أنَّه لم يُسْتعمل لهما فِعْلٌ مجردٌ ، بل المستعملُ ائْتَنَفَ يَأْتَنِفُ ، واسْتَأْنف يَسْتأنف . والائْتِنافُ والاسْتِئْناف : الابتداء . قال الزجَّاج : " هو مِنْ اسْتَأْنَفْتُ الشيءَ إذا ابتدَأْتَه أي : ماذا قال في أولِ وقتٍ يَقْرُب مِنَّا " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.