الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ} (15)

قوله تعالى : { يُبَيِّنُ } في محلِّ نصبٍ على الحال من " رسولنا " أي : جاءكم رسولنا في هذه الحالة . و " ممَّا " يتعلق بمحذوف لأنه صفة ل " كثيراً " و " ما " موصولةٌ اسميةٌ ، و " تُخْفون " صلتُها والعائد محذوف أي : من الذين كنتم تخفونه . " ومن الكتاب " متعلق بمحذوف على أنه حالٌ من العائد المحذوف . وقوله : { قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ اللَّهِ نُورٌ } لا محلِّ له لاستئنافِه ، والضميرُ في " يبيِّن " و " يَعْفُو " يعود على الرسول ، وقد جَوِّز قوم أَنْ يعودَ على الله تعالى ، وعلى هذا فلا محلِّ لقوله : " يبيِّن " من الإِعراب . ويمتنع أن يكونَ حالاً من " رسولنا " لعدمِ الرابط ، وصفة " كثير " محذوفةٌ للعلم بها تقديرُه : عن كثير من ذنوبكم ، وحَذْفُ الصفة قليل . وقوله : { قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ اللَّهِ } لا محلَّ لها من الإِعراب لاستئنافها ، و " من الله " يجوز أَنْ يتعلَّق ب " جاء " وأن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حال من " نور " قُدِّمَتْ صفةُ النكرة عليها فنُصِبَتْ حالا .