فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ} (15)

{ يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ( 15 ) } .

{ يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا } الألف واللام في الكتاب للجنس ، والخطاب لليهود والنصارى { يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون } كآية الرجم{[610]} وقصة أصحاب السبت الممسوخين قردة { من الكتاب } أي التوراة والإنجيل .

{ ويعفوا عن كثير } مما تخفونه فيترك بيانه لعدم اشتماله على ما يجب بيانه عليه من الأحكام الشرعية ، فإن ما لم يكن كذلك لا فائدة تتعلق ببيانه إلا مجرد اقتضاء حكم ، وقيل المعنى يعفو عن كثير فيتجاوزه ولا يخبركم به ، وقيل يعفو عن كثير منكم فلا يؤاخذكم بما يصدر منكم ، قال قتادة يعفو عن كثير من الذنوب .

{ قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين } جملة مستأنفة مشتملة على بيان أن محمد صلى الله عليه وسلم قد تضمنت بعثته فوائد غير ما تقدم من مجرد البيان ، قال الزجاج النور محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل الإسلام ، والكتاب المبين القرآن فإنه المبين .


[610]:ابن جرير10/141والحاكم في المستدرك4/359 وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.