الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا بَيَٰتٗا وَهُمۡ نَآئِمُونَ} (97)

قوله تعالى : { أَفَأَمِنَ } : قال الزمخشري : " فإنْ قلت : ما المعطوف عليه ، ولِمَ عطفت الأولى بالفاء والثانية بالواو ؟ قلت : المعطوفُ عليه قوله : " فَأَخَذْناهم بعتةً " ، وقوله " ولو أنَّ أهل القرى إلى " يكسبون " وقع اعتراضاً بين المعطوف والمعطوف عليه ، وإنما عَطَفَتْ بالفاء لأن المَعْنى : فَعَلوا وصنعوا فأخذناهم بغتة ، أَبَعْدَ ذلك أَمِنَ أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً ، وأَمِنَ أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضُحى " . قال الشيخ : " وهذا الذي ذكره رجوعٌ عن مذهبه في مثل ذلك إلى مذهب الجماعة ، وذلك أن مذهبَه في الهمزة المصدرةِ على حرف العطف تقديرُ معطوف عليه بين الهمزة وحرفِ العطف ، ومذهبُ الجماعة أن حرفَ العطف في نية التقدم ، وإنما تأخَّر وتقدَّمَتْ عليه همزة الاستفهام لقوة تصدُّرها في أول الكلام " ، وقد تقدَّم تحقيق هذا غيرَ مرة ، والزمخشري هنا لم يقدِّر بينهما معطوفاً عليه بل جعل ما بعد الفاء معطوفاً على ما قبلها من الجمل وهو قوله " فأخذناهم بغتة " .

قوله { بَيَاتاً } تقدَّم أولَ السورة أنه يجوز أن يكون حالاً ، وأن يكون ظرفاً .

قوله : { وَهُمْ نَآئِمُونَ } جملةٌ حالية ، والظاهرُ أنها حال من الضمير المستتر في " بَيَاتاً " لأنه يتحمَّلُ ضميراً لوقوعه حالاً فتكون الحالان متداخلتين .