فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا بَيَٰتٗا وَهُمۡ نَآئِمُونَ} (97)

{ أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون 97 أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون 98 أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون 99 أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون 100 } .

{ أفأمن } الاستفهام للتقريع والتوبيخ وهو مثل { أفحكم الجاهلية يبغون } والفاء للعطف على أخذناهم بغتة وما بينهما اعتراض ، والمعنى أبعد ذلك الأخذ أمن أهل القرى ، ذكره أبو السعود ، وبه قال الزمخشري .

قال الشيخ : وهذا رجوع عن مذهبه في مثل ذلك إلى مذهب الجماعة ، وذلك أن مذهبه في الهمزة الداخلة على حرف العطف تقدير معطوف عليه بين الهمزة وحرف العطف ، ومذهب الجماعة أن حرف العطف في نية التقديم ، وإنما تأخر وتقدمت عليه الهمزة لقوة تصدرها في أول الكلام ، والزمخشري هنا لم يقدر بينهما معطوفا عليه بل الفاء معطوفا على ما قبلها من الجمل وهو قوله { فأخذناهم بغتة } ذكره السمين .

{ أهل القرى } المذكور قبله وقيل المراد بالقرى مكة وما حولها لتكذيبهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والعموم أولى { أن يأتيهم بأسنا بياتا } أي وقت بيات وهو الليل { وهم نائمون } غافلون عنه