الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{خِتَٰمُهُۥ مِسۡكٞۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ} (26)

قوله : { خِتَامُهُ } : قرأ الكسائيُّ " خاتَمهُ " بفتح التاءِ بعد الألف . والباقون بتقديمِها على الأف ، فوجهُ قراءةِ الكسائيِّ أنَّه جعله اسماً لِما تُخْتَمُ به الكأسُ بدليلِ قولِه " مَخْتوم " ، ثم بَيَّنَ الخاتَمَ ما هو ؟ ورُوِيَ عن الكسائيِّ أيضاً كَسْرُ التاءِ ، فيكونُ كقولِه تعالى : { وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [ الأحزاب : 40 ] والمعنى خاتَمٌ رائحتُهُ مِسْكٌ ، ووجهُ قراءةِ الجماعةِ أنَّ الخِتامَ هو الطينُ الذي يُخْتَمُ به الشيءُ ، فجُعِل بَدَلَه المِسْكُ . قال الشاعر :

كأنَّ مُشَعْشَعاً مِنْ خَمْرِ بُصْرى *** . . . . . . البُخْتُ مَسْدودَ الخِتامِ

وقيل : خَلْطُه ومِزاجُه . وقيل : خاتِمتُه ، أي : مَقْطَعُ شُرْبِه يَجِدُ فيه الإِنسانُ ريحَ المِسْكِ . والتنافُسُ : المغالبة في الشيء النفيسِ . يقال : نَفِسْتُ به نَفاسَةً ، أي : بَخِلْتُ به ، وأصلُه مِنْ النَّفْس لعِزَّتها .