قوله تعالى : { قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ } : فيها وجهان ، أحدهما : أنها المتعديةُ إلى مفعولين أولهما " نا " والثاني : قوله " مِنْ أخباركم " . وعلى هذا ففي " مِنْ " وجهان ، أحدهما : أنها غيرُ زائدةٍ ، والتقدير : قد نَبَّأنا اللَّهُ أخباراً مِنْ أخباركم ، أو جملةً من أخباركم ، فهو في الحقيقة صفةٌ للمفعول المحذوف . والثاني : أن " مِنْ " مزيدةٌ عند الأخفش لأنه لا يَشْترط فيها شيئاً . والتقدير : قد نبَّأنا الله أخباركم .
الوجه الثاني من الوجهين الأوَّلَيْن : أنها متعديةٌ لثلاثة ك أعلم ، فالأولُ والثاني ما تقدَّم ، والثالث محذوف اختصاراً للعلم به والتقدير : نَبَّأنا الله مِنْ أخباركم كَذِباً ونحوه . قال أبو البقاء : " قد تتعدَّى إلى ثلاثةٍ ، والاثنان الآخران محذوفان ، تقديره : أخباراً مِنْ أخباركم مُثْبَتَة ، و " مِنْ أخباركم " تنبيه على المحذوف وليست " مِنْ " زائدة ، إذ لو كانت زائدة لكانت مفعولاً ثانياً ، والمفعول الثالث محذوفٌ ، وهو خطأ لأن المفعول الثاني متى ذُكِر في هذا البابِ لَزِم ذِكْرُ الثالث . وقيل : " مِنْ " بمعنى عن " . قلت : قوله : " إنَّ حذف الثالث خطأ " إنْ عنى حَذْفَ الاقتصارِ فمسَلَّم ، وإن عَنَى حَذْفَ الاختصار فممنوعٌ ، وقد مَرَّ بك في هذه المسألة مذاهبُ الناس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.