قوله تعالى : { وَآخَرُونَ } : نسقٌ على " منافقون " أي : وممن حولكم آخرون ، أو ومن أهلِ المدينة آخرون . ويجوز أن يكون مبتدأ و " اعترفوا " صفتَه ، والخبر قولُه " خلطوا " .
قوله : { وَآخَرَ } نسقٌ على " عملاً " . قال الزمخشري : " فإن قلت : قد جُعِل كلُّ واحد منهما مخلوطاً فما المخلوط به ؟ قلت : كلُّ واحدٍ مخلوطٌ ومخلوطٌ به ، لأن المعنى : خلط كل واحدٍ منهما بالآخر كقولك : " خَلَطْتُ الماء واللبن " تريد : خَلَطْتُ كلَّ واحد منهما بصاحبه ، وفيه ما ليس في قولك : " خَلَطْتُ الماءَ باللبن " لأنك جَعَلْتُ الماءَ مخلوطاً واللبن مخلوطاً به . وإذا قلته بالواو جَعَلْتَ الماء واللبن مخلوطين ومخلوطاً بهما ، كأنك قلت : خَلَطْتُ الماء باللبن واللبن بالماء " . ثم قال : " ويجوز أن يكونَ مِنْ قولهم : " بِعْتُ الشاء : شاةً ودرهماً " بمعنى : شاة بدرهم " قلت : لا يريد أن الواو بمعنى الباء ، وإنما هذا تفسيرُ معنى . وقال أبو البقاء : " ولو كان بالباء جاز أن تقول : خلطْتُ الحِنْطة والشعير ، وخلطت الحنطةَ بالشعير " .
قوله : { عَسَى اللَّهُ } يجوز أن تكون الجملةُ مستأنفةً ، ويجوز أن تكونَ في محل رفع خبراً ل " آخرون " ، ويكون قولُه : " خلطوا " في محلِّ نصبٍ على الحال ، و " قد " معه مقدرةٌ أي : قد خلطوا . فتلخَّص في " آخرون " أنه معطوفٌ على " منافقون " ، أو مبتدأٌ مخبر عنه ب " خلطوا " أو الجملةِ الرجائية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.