البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَفۡقَهُواْ قَوۡلِي} (28)

وطلب موسى من حل العقدة قدر ما يفقه قوله ، قيل : وبقي بعضها لقوله وأخي هارون هو أفصح مني لسان وقوله ولا يكاد يبين .

وقيل : زالت لقوله { قد أوتيت سؤلك يا موسى } وهو قول الحسن ، قيل : وهو ضعيف لأنه لم يقل واحلل العقدة بل قال { عقدة } فإذا حل عقدة فقد آتاه الله سؤله .

وقيل في قوله ولا يكاد يبين أن معناه لا يأتي ببيان وحجة ، وإنما قال ذلك فرعون تمويهاً وقد خاطبه وقومه وكانوا يفهمون عنه فكيف يمكن نفي البيان أو مقاربته ؟ .

وقال الزمخشري : فإن قلت : لي في قوله { اشرح لي صدري ويسر لي أمري } ما جدواه والكلام بدون مستتب ؟ قلت : قد أبهم الكلام أولاً فقال { اشرح لي } { ويسر لي } فعلم أن ثم مشروحاً وميسراً ثم بين ورفع الإبهام فذكرهما فكان آكد لطلب الشرح والتيسير لصدره ، وأمره من أن يقول اشرح صدري ويسر أمري على الإيضاح الشارح لأنه تكرير للمعنى الواحد من طريقي الإجمال والتفصيل .

وقال أيضاً : وفي تنكير العقدة وإن لم يقل { واحلل عقدة } { لساني } أنه طلب حل بعضها إرادة أن يفهم عنه فهماً جيداً ولم يطلب الفصاحة الكاملة ، و { من لساني } صفة للعقدة كأنه قيل { عقدة من } عقد { لساني } انتهى .

ويظهر أن { من لساني } متعلق باحلل لأن موضع الصفة لعقدة وكذا قال الحوفي .