البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغۡرَقۡنَٰهُمۡ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ لِلنَّاسِ ءَايَةٗۖ وَأَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (37)

وانتصب { وقوم نوح } على الاشتغال وكان النصب أرجح لتقدم الجمل الفعلية قبل ذلك ، ويكون { لما } في هذا الإعراب ظرفاً على مذهب الفارسي .

وأما إن كانت حرف وجوب لوجوب فالظاهر أن { أغرقناهم } جواب لما فلا يفسر ناصباً لقوم فيكون معطوفاً على المفعول في { فدمرناهم } أو منصوباً على مضمر تقديره اذكر .

وقد جوز الوجوه الثلاثة الحوفي .

{ لما كذبوا الرسل } كذبوا نوحاً ومن قبله أو جعل تكذيبهم لنوح تكذيباً للجميع ، أو لم يروا بعثه الرسل كالبراهمة والظاهر عطف { وعاداً } على و { قوم } .

وقال أبو إسحاق : يكون معطوفاً على الهاء والميم في { وجعلناهم للناس آية } .

قال : ويجوز أن يكون معطوفاً على { الظالمين } لأن التأويل وعدنا الظالمين بالعذاب