الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغۡرَقۡنَٰهُمۡ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ لِلنَّاسِ ءَايَةٗۖ وَأَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (37)

ثم قال{[49982]} تعالى{[49983]} : { قوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم }[ 37 ] ، أي : واذكر{[49984]} قوم نوح .

وقيل{[49985]} : هو معطوف على المفعول في { فدمرناهم{[49986]} }[ 36 ] .

وقيل : التقدير : وأغرقنا قوم نوح ، لما كذبوا الرسل أغرقناهم وهذا حسن{[49987]} . والمعنى : وأغرقنا{[49988]} قوم نوح من قبل قوم فرعون لما كذبوا الرسل { وجعلناهم للناس آية }[ 37 ] .

وقوله : { لما كذبوا الرسل }[ 37 ] ، قيل : إنهم كذبوا رسلا قبل نوح فلذلك جمع .

وقيل{[49989]} : إن من كذب نبيا ، فقد كذب جميع الأنبياء . فجمع على المعنى .

ثم قال { وأعتدنا للظالمين{[49990]} }[ 37 ] ، أي : لهم ولمن هو ثلهم في الظلم والكفر { عذابا أليما }[ 37 ] ، في الآخرة سوى الذي حل بهم في الدنيا .


[49982]:ز: وقال.
[49983]:"تعالى" سقطت من ز.
[49984]:ز: فاذكر.
[49985]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 3/161، والمشكل 2/133، والتبيان 2/986، وإملاء ما من به الرحمن 2/163، وإعراب القرآن للدرويش 7/15.
[49986]:ز: دمرناهم.
[49987]:ز: خبر.
[49988]:ز: وأغرقناهم.
[49989]:انظر: القرطبي 13/31، وابن كثير 5/152، ومجمع البيان 19/106، وفتح القدير 4/76.
[49990]:بعده في ز: {عذابا أليما}.